أشهر معلم تراثي بالموصل.. الإهمال يسيطر على حمام "عبيد آغا" فهل يتم تأهيله؟

أشهر معلم تراثي بالموصل.. الإهمال يسيطر على حمام "عبيد آغا" فهل يتم تأهيله؟
2025-02-23T09:43:50+00:00

شفق نيوز / كان مقتصرا على "أسرة الجليلي"، قبل أن يصبح مشاعا للرجال والنساء، أنه حمام "عبيد آغا"، أحد أقدم حمامات مدينة الموصل، ويعود تشييده للعام 1745، من قبل عبد القادر آغا الجليلي، إلا أنه يعاني الاندثار، بسبب صعوبة عمليات ترميمه، كونه ما يزال ملكا للأسرة ولا يمكن لأي جهة رسمية أن تعيد اعماره. 

ويقع الحمام في محلة شهر سوق في الجانب الأيمن من مدينة الموصل القديمة، وخصص المدخل الرئيس للرجال، أما النساء فمدخلهن يكون من الطريق الخلفي المؤدي للقنطرة.

ويروي المؤرخ أزهر العبيدي في كتابه أسرة آل عبيد آغا الجليلي، أن الأسرة ترجع أصولها الى قبيلة تغلب العربية، وعبد القادر آغا الجليلي المعروف بـ"عبيد اغا" هو قائد الجيش الانكشاري العثماني أبان حكم الأسرة الجليلية للموصل الذي استمر مدة 110 أعوام، للفترة من سنة 1724 إلى 1834.

ويشير إلى أن ملكية حمام عبيد اغا آلت إلى الحاج حامد الحميمي، وكان يرتاده العديد من أهالي المحلات القريبة للحمام للاستمتاع بالأجواء الدافئة.

وقد تعرض مبنى الحمام للتدمير خلال سيطرة داعش على الموصل.

وحول الحمام، يوضح أيوب ذنون، مؤسس بيت تراث الموصل، لوكالة شفق نيوز، أن "الحمام من الرموز التراثية المهمة في مدينة الموصل".

ويضيف أنه "بسبب الملكية الخاصة للحمام، يتعذر إعادة إعماره من قبل الجهات الحكومية والدولية"، معربا عن أسفه "لما آل إليه هذا الحمام التراثي الذي أصبح ومنذ سنوات مجرد ركام".

وتشتهر الموصل بكثرة الحمامات القديمة، ووفق أستاذ تاريخ الفن القديم في الجامعة المستنصرية محمد العبيدي، فإن "تأسيس الحمامات العامة وتطورها في المدن العربية والإسلامية ومنها الموصل، يأتي استجابة لشروط النظافة في الإسلام ووعي الموصليين بأهمية الخدمات الحضرية".

ويشير العبيدي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "حمام عبيد آغا يقع في محلة إمام عون الدين وتعود ملكيته لآل عبيد آغا بن الحاج صالح آغا الجليلي، وهو يعكس الاهتمام بالمصلحة العامة".

وينوه إلى أن "المصادر التاريخية تظهر أن الموصل، قبل اجتياح المغول لها في العام 1260م، كانت تضم مئات الحمامات المخصصة للرجال والنساء"، مؤكدا "وجود تحركات من مفتشية الآثار في الموصل لحماية هذا الإرث الوطني، وجرت مخاطبات تهدف للحفاظ على طابعه التراثي".

ووفق متخصصون بالتراث الموصلي، تبلغ مساحة حمام عبيد آغا 1800 متر مربع، وكان يربطه نفق ببيوت الجليليين، وتوقف بسبب صعوبة العمل فيه وطريقة إدامته، لأن عملية تسخين الماء فيه تعتمد على الطريقة القديمة.

بدوره يقول الناشط في مجال التراث عبد الحسين معلا، لوكالة شفق نيوز، إن "مدينة الموصل من المدن العريقة التي سادت فيها حضارات كثيرة تركت اثاراً كبيرة  ما تزال شاخصة حتى اليوم".

ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "آثار الموصل لم تنل ما يكفي من الاهتمام من قبل وزارة الثقافة و مفتشية الآثار، مع كونها تمثل هوية تاريخية وحضارية".

ويشير إلى أن "حمام عبيد آغا، من رموز التراث الموصلي، لكنه يعاني الإهمال والخراب رغم مرور سنوات طويلة على وقف العمليات العسكرية، ويعتبر ملكاً خاصا لذا لم تتم المباشرة بإعادة إعماره حتى الآن".

ووفق معنيين، يعد الحفاظ على المعالم التراثية أمر لا مناص منه في جميع دول العالم، وأن الحفاظ على التراث لا يتناقض مع التطور وعمليات البناء والأعمار إذا ما تمت مراعاة الآثار خلال عمليات البناء والعمران.

وثمة حمامات تراثية أخرى في مدينة الموصل ومنها حمام القلعة وهو من العهد العثماني وحمام شقاقي الفرش ويعود تاريخه إلى 110 هجرية، وفي عصر الأتابكة وصل عدد الحمامات إلى 200 حمام تتبنى الأسر الميسورة بعضها.

وكانت مفتشية آثار نينوى ومنظمة اليونسكو اعلنتا في تموز/ يوليو 2024، عزمهما على اعادة إعمار حمام القلعة ضمن المرحلة الثالثة من مشروع إحياء روح الموصل، وسيتم تحويل الحمام إلى مطعم تراثي ليكون نقطة جذب سياحية للوافدين.

ويعزو مدير مفتشية آثار نينوى رويد موفق، كثرة الحمامات في الموصل إلى أن البيوت القديمة سابقاً لا تحتوي على الحمامات، وكان الاعتماد يتم بشكل كامل على الحمامات العامة، إذ تقدم فيها الاحتياجات كافة، كما تعد ملتقى للأشخاص.

ويضيف موفق، لوكالة شفق نيوز، "سيتم ترميم وتأهيل حمام القلعة لتكون مطعماً بنفس الطابع التراثي للحمام، وبما يتناسب مع المحددات الفنية لمبنى الحمام وفق طابعه الأصيل"، موضحا أن "المباشرة بإعادة اعمار الحمام ستتم في الأيام القليلة المقبلة بعد أن تم الانتهاء من أعمال رفع الأنقاض وتنظيف الموقع ليصبح جاهزا  للبدء بأعمال الإعمار والتأهيل".

ويتابع، أن "حمام عبيد اغا هو ملك شخصي لورثة عبيد اغا، لذا لا يحق التصرف به حاليا من قبل أية جهة إلا بعد تفاهمات واتفاقات بين أصحاب الشأن".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon
OSZAR »